الموسيقى فن و حضارة

نشأت في بيت يعنى بالتقاليد و العادات الموروثة ، و يخيم عليه طابع الجد و الوقار

فالمزاح ممنوع لأنه يفقد الإنسان هيبته و الضحك ممنوع إلا في المناسبات

و لست أدري متى تحين هذه المناسبات ، ليسمح بالضحك ، عفوا الإبتسام

أما الفنون و أخصها الموسيقى و الغناء ، فهي عيب و لا أعد و الحقيقة إذا

قلت إنني لا أفهم من الموسيقى إلا القدر الذي تطرب له أذني ،

و تلد له نفسي من الألحان الشجية ، فأنا مغرم بالإستماع إلى العزف على العود

و الكمان ، و انغام ( السيكا ) و ( الحجاز كار ) مثلا ، غير أنني لا أطيق موسيقى

'' موزار '' و '' شوبان '' و '' باخ '' و '' بتهوفن '' بارغم من اعتقاد الكثيرين أنها موسيقى

هادئة و رائعة جدا و لكن ما العمل إذا كنت لا أستسيغها .

و الموسيقى بحد ذاتها ليست سوى ألحان موزونة ،تطرب السامعين

و لا يمكننا أن نحدد تاريخ الموسيقى بالنسبة إلى أمة من الأمم ،

فقد نشأت مع الإنسان فطريا و استحدثت بالنسبة إلى حاجاته و طبيعته ،

فاستخدمها بادئ الأمر في طقوسه الدينية منذ أن عبد الإنسان الطبيعة ،

إلى أن نزلت الأديان السماوية و يروى أن الرسول صلى الله عليه و سلم

أعجب بصوت أبي موسى الأشعري فقال له :

'' لقد أوتيت المزمار من مزامير داوود ''

و لقد استخدمت الموسيقى في الحروب أيضا ،

فكانت تشترك مع الغناء لتشجيع الجنود

و يسمى هذا النوع من الغناء ( الغناء المشجع )

و كانت النساء يقمن بهذا النوع من الغناء ليثرن حماسة الرجال

و لا تقتصر الموسيقى بتأثيرها على الإنسان فحسب

بل إنها تؤثر في الحيوان أيضا ، فالخيل تشرب بالصفير

و الجمال تسير بالحداء و كلنا يعرف مدى تأثير الموسيقى على الطيور

فالعصفور و العندليب يغردان و يشدوان على أصوات الموسيقى و الأنغام

و لا سيما أنغام الناي و المزمار .

و خلاصة القول أن الموسيقى الهادئة تمد الإنسان بالهدوء التام و السكينة .

موضوع: مشاركة الأحد مارس 14, 2010 5:05 am

شكرا لك على مجهوداتك
و معلوماتك المفيدة و القيمة
ننتظر منك دائما الجديد
لك منى أزكى التحيات