قديما قالوا : ( يضحك طويلا من يضحك أخيرا ... ربما ... )

في حياتنا العادية ...

في أيامنا الرديئة ...

في حالات الضجر ...

في انفعالاتنا ...

في تركيزنت ...

تنتابنا حالات نفسية تهزنا ...

تحرك أحاسيسنا التي سبق أن أعلن إعدامها ...

نضحك ...

نبكي ...

تقترب ...

نبتعد ...

و نحب و نقسو و مازلنا ...

اكشفت البوم كما البارحة ...

أنني تغيرت ...

و أن تفاؤلي اندثر ...

و يأسي كبر ...

تخليت عن أحلامي الوردية ...

و انغمست في هموم ...

هذا الزمن الردئ ...

ربي لست وحدي من تغير ...

ربما ...

العالم من حولي

هو من فرض هذا التحول الجدري في مساري ...

كنت ممن يهوى الإنفلات من ردهات و دهاليز ...

مشاكل الحياة اليومية البئيسة ...

في هذا البلد البئيس ...

لكني استيقظت على حقيقتي ...

أزال هذا الحزن الذي يسكنني ...

قناع اليفاؤل من على وجهي ...

ربي ...

أين أنا ... ؟

من أكون ... ؟

أصحيح أنه أنني أنا ... ؟

ربما ...

شيزوفرينية شخصيتي تغلبت على طبعي ...

رغم أن الطبع يلغب التطبع ...

ربما ...

هذا الزمن أوقعني في شباكه ...

ربما ... ربما ...

حتى حبيبتي تقول أنني تغيرت ...

و لم تعد تطيق انفعالاتي و عصبيتي و بطشي ...

ياه ...

أصبحت مرفوضا من كل هذا العالم الردئ ...

ربما ...

المنذيل مازال بيدي ...

لست أنا من سيرميه ...

لن أسحب ...

ربما ...

خسرت بالنقط في جولة ما ...

لكن مازال هماك فرصة للضربة القاضية ...

الجولات مازالت أمامي ...

يقولون أن أجمل مافي السقوط ...

هو الوقوف من جديد ...

ربما ...

سأقف ثانية ...

و سأعلن ثورتي ...

و سأحضن حياتي من جديد ...

و سأبحث في قواميس اللغة عن مفردات

للضحك و الحب و الإنشراح

و ستكون ألوان الصيف و الربيع ردائي ...

و سيكون التفاؤل و الطموح هواياتي ...

ربما ...

ما دمت يا زمن تضحك و تتسلى بنا ...

و أي ضحك ... ؟

سأضحك معك ...

ففي الضحك أنواع ...

ضحك السرور و الرضى ...

ضحك السخرية و الإزدراء ...

ضحك المرح و الطرب ...

ضحك المودة و العطف ...

و هناك أيضا ضحك الشماتة و العداوة ...

و ضحك المفاجأة و الدهشة ...

و ضحك السذاجة و البلاء ...

و قديما قالوا : يضحك طويلا من يضحك أخيرا ...

ربما ...

ربما ...

ربما ...